</STRONG>
</STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته </STRONG></STRONG></STRONG></STRONG>
<BLOCKQUOTE> </STRONG>
قال تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
وقال تعالى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
وقال تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
وقال تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
الشرح
قال المؤلف رحمه الله تعالى باب الأمر بالحافظة على السنة وآدابها السنة يراد بها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي طريقته التي كان عليها في عباداته وأخلاقه ومعاملاته فهي أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وإقراراته هذه هي السنة ويطلق الفقهاء السنة على العمل الذي يترجح فعله على تركه وهو الذي يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه ولا شك أن رسول الله عليه الصلاة والسلام بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح فلابد من علم ولابد من عمل ولا يمكن أن يحافظ الإنسان على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن يعملها وعليه فيكون الأمر بالمحافظة على السنة أمرا بالعلم وطلب العلم وطلب العلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام فرض عين وفرض كفاية وسنة أما فرض العين فهو علم ما تتوقف العبادة عليه يعني العلم الذي لا يسع المسلم جهله مثل العلم بالوضوء بالصلاة بالزكاة بالصيام بالحج
وما أشبه ذلك فالذي لا يسع المسلم جهله فإن تعلمه يكون فرض عين ولهذا مثلا نوجب على هذا الشخص أن يتعلم أحكام الزكاة لأنه ذو مال ولا نوجب على الآخر أن يتعلم أحكام الزكاة لأنه ليس ذا مال كذلك الحج نوجب على هذا أن يتعلم أحكام الحج لأنه سوف يحج ولا نوجب على الآخر أن يتعلمها لأنه ليس بحاج أما فرض الكفاية فهو العلم الذي تحفظ به الشريعة يعني هو العلم الذي لو ترك لضاعت الشريعة فهذا فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين فإذا قدر أن واحدا في البلد قد قام بالواجب في هذا الأمر
وتعلم وصار يفتي ويدرس ويعلم الناس في هذه الحال صار طلب العلم في حق غيره سنة وهو القسم الثالث إذن طالب العلم يدور أجره بين أجر السنة وأجر فرض الكفاية وأجر فرض العين والمهم أنه لا يمكن أن نحافظ على السنة وآدابها إلا بعد معرفة السنة وآدابها ثم ذكر المؤلف آيات من كتاب الله عز وجل منها قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم هذه الآية يسميها بعض العلماء آية المحنة أي آية الامتحان لأن الله تعالى امتحن قوما ادعوا أنهم يحبون الله قالوا نحن نحب الله دعوة يسيرة لكن على المدعي البينة قال الله
تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني فمن ادعى محبة الله ولا يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فليس صادقا بل هو كاذب فعلامة محبة الله سبحانه وتعالى أن تتبع رسوله صلى الله عليه وسلم واعلم أنه بقدر تخلفك عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم يكون نقص محبتك لله وما نتيجة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
جاء ذلك في الآية نفسها يحببكم الله وهذه ثمرة أن الله يحبك لا أن تدعي محبة الله فإذا أحبك الله فإنه لن يحبك إلا إذا أتيت ما يحب فليس الشأن أن يقول الشخص أنا أحب الله ولكن الشأن كل الشأن أن يكون الله عز وجل يحبه نسأل الله عز وجل أن نكون من أحبابه وهذا هو الشأن وإذا أحب الله الشخص يسر الله له أمور دينه ودنياه ورد في الحديث أن الله إذا أحب شخصا نادى جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادى في أهل السماوات إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماوات ثم يوضع له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض ويقبلونه ويكون إماما لهم إذا محبة الله هي الغاية ولكنها غاية لمن كان متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم غاية
لمن كان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر المؤلف قوله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وهذه الآية في سياق قسمة الفيء يعني المال الذي يؤخذ من الكفار يقول الله عز وجل وما آتاكم
الرسول فخذوه يعني ما أعطاكم من المال فخذوه ولا تردوه وما نهاكم عنه فانتهوا أي لا تأخذوه ولهذا بعث الرسول عليه الصلاة والسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة في سنة من السنوات فلما رجع أعطاه فقال يا رسول الله تصدق به على من هو أفقر مني فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك فما أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم فإننا نأخذه وما نهانا عنه فإننا لا نأخذه وهذه الآية وإن كانت في سياق قسمة الفيء فإنها كذلك بالنسبة للأحكام الشرعية فما أحله النبي صلى الله عليه وسلم لنا فإننا نقبله ونعمل به على أنه حلال وما نهانا عنه فإننا ننتهي عنه ونتركه ولا
نتعرض له فهي وإن كانت في سياق الفيء فهي عامة تشمل هذا وهذا ثم ذكر أيضا قوله تعالى لقد كان لكم
في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر يعني بالأسوة القدوة والحسنة ضد السيئة والنبي عليه الصلاة والسلام هو أسوتنا وقدوتنا ولنا فيه أسوة حسنة وكل شيء تتأسى فيه برسول الله صلى الله عليه
وسلم فإنه خير وحسن ويشمل قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة معنيين المعنى الأول وهو أن كل ما يفعله فهو حسن فالتأسي به حسن الثاني فإننا مأمورون بأن نتأسى به أسوة حسنة لا نزيد على ما شرع ولا ننقص عنه لأن الزيادة أو النقص ضد الحسن ولكننا مأمورون بأن نتأسى به وأخذ العلماء من هذه الآية أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم حجة يحتج بها ويقتدى به فيها إلا ما قام الدليل على أنه خاص به فما قام الدليل
على أنه خاص به فهو مختص به مثل قوله تعالى يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك إلى أن قال امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن
يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين فما كان من خصائصه فهو من خصائصه ومن ذلك أيضا الوصال في الصوم أي أن يسرد الإنسان صوم يومين بلا فطر فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه قالوا يا رسول الله إنك تواصل يعني فكيف تنهانا ؟ فقال لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى وفي لفظ إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني يعني يطعمه الله ويسقيه بما يمده به من ذكره وتعلق قلبه به حتى ينسى الأكل والشرب ولا يحس بألم الجوع
ونحن نعلم الآن أن الرجل لو شغل بأمر من أمور الدنيا نسى الأكل والشرب حتى أن الشعراء يتمثلون بهذا بقولهم لها % أحاديث من ذكراك تشغلها % % عن الشراب وتلهيها عن الزاد % يعني أن أحاديثها بك إذا قامت تتحدث ألهاها ذلك عن الشراب وعن الزاد فالنبي عليه الصلاة والسلام من قوة تعلقه بربه إذا قام من الليل يتهجد فإن الله تعالى يعطيه قوة بما يحصل له من الذكر تكفيه عن الأكل والشرب أما نحن فلسنا كهيئته ولهذا منع الوصال وبين أنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
المصدرمنتقى الحديث
وقال تعالى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
وقال تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
وقال تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
الشرح
قال المؤلف رحمه الله تعالى باب الأمر بالحافظة على السنة وآدابها السنة يراد بها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي طريقته التي كان عليها في عباداته وأخلاقه ومعاملاته فهي أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وإقراراته هذه هي السنة ويطلق الفقهاء السنة على العمل الذي يترجح فعله على تركه وهو الذي يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه ولا شك أن رسول الله عليه الصلاة والسلام بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح فلابد من علم ولابد من عمل ولا يمكن أن يحافظ الإنسان على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن يعملها وعليه فيكون الأمر بالمحافظة على السنة أمرا بالعلم وطلب العلم وطلب العلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام فرض عين وفرض كفاية وسنة أما فرض العين فهو علم ما تتوقف العبادة عليه يعني العلم الذي لا يسع المسلم جهله مثل العلم بالوضوء بالصلاة بالزكاة بالصيام بالحج
وما أشبه ذلك فالذي لا يسع المسلم جهله فإن تعلمه يكون فرض عين ولهذا مثلا نوجب على هذا الشخص أن يتعلم أحكام الزكاة لأنه ذو مال ولا نوجب على الآخر أن يتعلم أحكام الزكاة لأنه ليس ذا مال كذلك الحج نوجب على هذا أن يتعلم أحكام الحج لأنه سوف يحج ولا نوجب على الآخر أن يتعلمها لأنه ليس بحاج أما فرض الكفاية فهو العلم الذي تحفظ به الشريعة يعني هو العلم الذي لو ترك لضاعت الشريعة فهذا فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين فإذا قدر أن واحدا في البلد قد قام بالواجب في هذا الأمر
وتعلم وصار يفتي ويدرس ويعلم الناس في هذه الحال صار طلب العلم في حق غيره سنة وهو القسم الثالث إذن طالب العلم يدور أجره بين أجر السنة وأجر فرض الكفاية وأجر فرض العين والمهم أنه لا يمكن أن نحافظ على السنة وآدابها إلا بعد معرفة السنة وآدابها ثم ذكر المؤلف آيات من كتاب الله عز وجل منها قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم هذه الآية يسميها بعض العلماء آية المحنة أي آية الامتحان لأن الله تعالى امتحن قوما ادعوا أنهم يحبون الله قالوا نحن نحب الله دعوة يسيرة لكن على المدعي البينة قال الله
تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني فمن ادعى محبة الله ولا يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فليس صادقا بل هو كاذب فعلامة محبة الله سبحانه وتعالى أن تتبع رسوله صلى الله عليه وسلم واعلم أنه بقدر تخلفك عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم يكون نقص محبتك لله وما نتيجة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
جاء ذلك في الآية نفسها يحببكم الله وهذه ثمرة أن الله يحبك لا أن تدعي محبة الله فإذا أحبك الله فإنه لن يحبك إلا إذا أتيت ما يحب فليس الشأن أن يقول الشخص أنا أحب الله ولكن الشأن كل الشأن أن يكون الله عز وجل يحبه نسأل الله عز وجل أن نكون من أحبابه وهذا هو الشأن وإذا أحب الله الشخص يسر الله له أمور دينه ودنياه ورد في الحديث أن الله إذا أحب شخصا نادى جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادى في أهل السماوات إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماوات ثم يوضع له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض ويقبلونه ويكون إماما لهم إذا محبة الله هي الغاية ولكنها غاية لمن كان متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم غاية
لمن كان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر المؤلف قوله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وهذه الآية في سياق قسمة الفيء يعني المال الذي يؤخذ من الكفار يقول الله عز وجل وما آتاكم
الرسول فخذوه يعني ما أعطاكم من المال فخذوه ولا تردوه وما نهاكم عنه فانتهوا أي لا تأخذوه ولهذا بعث الرسول عليه الصلاة والسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة في سنة من السنوات فلما رجع أعطاه فقال يا رسول الله تصدق به على من هو أفقر مني فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك فما أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم فإننا نأخذه وما نهانا عنه فإننا لا نأخذه وهذه الآية وإن كانت في سياق قسمة الفيء فإنها كذلك بالنسبة للأحكام الشرعية فما أحله النبي صلى الله عليه وسلم لنا فإننا نقبله ونعمل به على أنه حلال وما نهانا عنه فإننا ننتهي عنه ونتركه ولا
نتعرض له فهي وإن كانت في سياق الفيء فهي عامة تشمل هذا وهذا ثم ذكر أيضا قوله تعالى لقد كان لكم
في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر يعني بالأسوة القدوة والحسنة ضد السيئة والنبي عليه الصلاة والسلام هو أسوتنا وقدوتنا ولنا فيه أسوة حسنة وكل شيء تتأسى فيه برسول الله صلى الله عليه
وسلم فإنه خير وحسن ويشمل قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة معنيين المعنى الأول وهو أن كل ما يفعله فهو حسن فالتأسي به حسن الثاني فإننا مأمورون بأن نتأسى به أسوة حسنة لا نزيد على ما شرع ولا ننقص عنه لأن الزيادة أو النقص ضد الحسن ولكننا مأمورون بأن نتأسى به وأخذ العلماء من هذه الآية أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم حجة يحتج بها ويقتدى به فيها إلا ما قام الدليل على أنه خاص به فما قام الدليل
على أنه خاص به فهو مختص به مثل قوله تعالى يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك إلى أن قال امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن
يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين فما كان من خصائصه فهو من خصائصه ومن ذلك أيضا الوصال في الصوم أي أن يسرد الإنسان صوم يومين بلا فطر فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه قالوا يا رسول الله إنك تواصل يعني فكيف تنهانا ؟ فقال لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى وفي لفظ إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني يعني يطعمه الله ويسقيه بما يمده به من ذكره وتعلق قلبه به حتى ينسى الأكل والشرب ولا يحس بألم الجوع
ونحن نعلم الآن أن الرجل لو شغل بأمر من أمور الدنيا نسى الأكل والشرب حتى أن الشعراء يتمثلون بهذا بقولهم لها % أحاديث من ذكراك تشغلها % % عن الشراب وتلهيها عن الزاد % يعني أن أحاديثها بك إذا قامت تتحدث ألهاها ذلك عن الشراب وعن الزاد فالنبي عليه الصلاة والسلام من قوة تعلقه بربه إذا قام من الليل يتهجد فإن الله تعالى يعطيه قوة بما يحصل له من الذكر تكفيه عن الأكل والشرب أما نحن فلسنا كهيئته ولهذا منع الوصال وبين أنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
المصدرمنتقى الحديث
[center]</STRONG>
</BLOCKQUOTE>[/center]