ماهو الحشيش أو المخدرات</SPAN>
هي مادة مخدرة تستحضر من نبات يسمى ( القنب ) وهي من الخبائث المحرّمة.. قال</SPAN> </SPAN></SPAN>الإمام الذهبي في الكبائر: ( والحشيشة المصنوعة من ورق القنب حرام كالخمر يحد</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>شاربها كما يحد شارب الخمر وهي أخبث من الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج حتى</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>يصير في الرجل تخنث ودياثة أي يرضى الفساد الخلقي على محارمه وغير ذلك من الفساد</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>. والخمر أخبث من جهة أنها تفضي إلى المخاصمة والمقاتلة وكلاهما يصد عن ذكر الله وعن</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الصلاة ) إلى أن قال: ( فقيل هي نجسة كالخمر المشروبة وهذا هو الاعتبار الصحيح</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>.. وبكل حال فهي داخلة فيما حرَّم الله ورسوله من الخمر المسكر لفظاً ومعنى.. وداخلة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>في قوله</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>عليه أفضل الصلاة والسلام </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN>كل مسكر حرام</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
الحبوب المخدرة</SPAN>
وهي حبوب ضارة ضرراً عظيماً لكونها صنعت خصيصاً لمقاصد سيئة غير خافية على الفطن</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>وتحتوي على قدر كبير من المنبهات الضارة وعلى مادة يروى أنها خليط من مادة الكحول</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>والبنج والأفيون وهذا شيء من أضرارها</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>: </SPAN>
1 - </SPAN>أنها مفترة ومخدرة وقد نهينا عن كل مفتر وعن كل مسكر في الحديث الذي رواه</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>أحمد وأبو داود</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
2 - </SPAN>ثبت من التجارب أن تناول الحبوب ينشف الدماغ ويحدث لصاحبه الخبل أحياناً</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>وأنه يتولد عن أكلها إفرازات غير طبيعية تسبب الغثيان والدوار وتضاعف ضربات القلب</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
3 - </SPAN>إن إدمان أكلها يسبب تقيح الطحال بنقط سوداء وصفراء تفرز مادة خبيثة تكون في</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>مجموعها قروحاً منتنة تزداد سوءاً إلى أن تتعطل عنده وظيفة الطحال فتأخذ طريقها إلى</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>التضخم والتعفن والسيلان مع ما يصاحبه من إفرازات غريبة هي المرض الذي يوهن قوى</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>المصاب فلا يزال في هبوط بصحته حتى يسلم روحه لبارئها فما هو عذره عند الله وقد</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>حرَّم الله عليه الخبائث وأنذره عليها وحرَّم عليه قتل نفسه</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
4 - </SPAN>أنه يهدم بيته بيده بما فعل ويهدر كرامته ويسقط عدالته الشرعية بين</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>المسلمين</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
5 - </SPAN>أنه يكون قدوة سيئة لمن يقلدونه من الجهلة وعليه مثل آثامهم من غير أن ينقص</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>من آثامهم شيئاً</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
6 - </SPAN>إن هذا الصنف من الناس يفتحون أبواب الشر بأيديهم ويدعون الناس إلى الدخول</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>فيها فالدعوة إلى الضلالة كما تكون بالأقوال تكون بالأفعال كمن يتناول شيئاً من</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>المخدرات ويفعل هذا مراراً ويقتدي به آخرون يقلدونه على فسقه فعليه مثل آثامهم بما</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>عرفوا الحق وعاندوه وأعرضوا عنه</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
7 - </SPAN>إن ضرر الحبوب المخدرة لا يقتصر على متناولها فحسب بل يتعداه إلى ذريته</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>وذويه وجلسائه بحكم الاختلاط وتأثير المساس وفقدان الإحساس</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
8 - </SPAN>أثبتت التجارب أن هذه الحبوب تفتك بالأجسام؛ لما يصاحب تناولها من سرعة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>سريان الأمراض لما تقدم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
9 - </SPAN>إن تناولها يحدث التشنجات العصبية وشلل الأطراف الناتج عن تخثر الدم أحياناً</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>مما يحدث اختلالاً بالدورة الدموية فلا تنتظم انتظاماً طبيعياً فينتج عن ذلك ارتباك</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>حالته الصحية ونوبات قلبية تقلق راحة المصاب وتنغص عيشه وتكدر صفو حياته</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
10 - </SPAN>إن هذه الحبوب تحدث زغللة في بصر متعاطيها فتختلط أمامه المرئيات وتتغير</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>الألوان فيرى النوع نوعين والشاة شاتين ويرى الشمس صفراء أحياناً وهو في الطريق في</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>رابعة النهار وهذه الزغللة تشبه ما يحدث عند السكران إلا أنها أخطر وأطول ملازمة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
11 - </SPAN>إن تناول هذه الحبوب وغيرها من المخدرات المذكورة تُنمي في نفسية الشخص</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>الخوف الملازم له في كل حركاته وسكناته فهو خائف يترقب، قلق لا يهدأ له بال ولا يقر</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>له قرار يحسب كل صيحة عليه أولئك الصنف من شرار الناس قد أحاطت بهم المخاوف من جميع</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>جهاتهم فهم يخافون سوء العاقبة ويخافون استحكام الأمراض فيهم ومخاوف كثيرة تقض</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>مضاجعهم وتصم آذانهم وتعمي بصائرهم كما تخفض معنوياتهم وتسلبهم مقومات الرجولة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>وبذلك يتحللون من كل فضيلة ويتصفون بكل رذيلة ويصبحون من شر الدواب عند الله الصم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>البكم الذين لا يعقلون</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN>
التعريف</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>القانوني</SPAN>
</SPAN>المخدرات مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان و تسمم الجهاز</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>العصبي و يحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون و لا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
</SPAN>المخدرات أو العقار بمعنى أدق هي مواد ذات طبيعة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>كيماوية تؤثر على العقل أو الجسم البشري ، و مع الاعتياد على التناول يصبح هناك ما</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>يسمى بــ ( التحمل ) و هو حالة فسيولوجية مكتسبة تتميز بقدرة الجسم على تحمل العقار</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>ما يؤدي إلى الحاجة إلى أخذ جرعات متزايدة للحصول على التأثير نفسه الذي كان متاحا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>في الأصل بجرعات أقل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
أنواع</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>المخدرات</SPAN>
</SPAN>كثرت أنواع المخدرات وأشكالها حتى أصبح من الصعب حصرها، ووجه</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>الخلاف في تصنيف كل تلك الأنواع ينبع من اختلاف زاوية النظر إليها، فبعضها تصنف على</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>أساس تأثيرها، وبعضها يصنف على أساس طرق إنتاجها. ولا يوجد حتى الآن اتفاق دولي</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>موحد حول هذا التصنيف. أشهر التصنيفات على حسب العناصر التالية</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>:</SPAN> </SPAN>
· </SPAN></SPAN></SPAN>بحسب تأثيرها</SPAN></SPAN> </SPAN>
1. </SPAN></SPAN></SPAN>المسكرات: مثل الكحول والبنزين</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN></SPAN>
2. </SPAN></SPAN></SPAN>مسببات النشوة: مثل الأفيون ومشتقاته</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN></SPAN>
3. </SPAN></SPAN></SPAN>المهلوسات</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN></SPAN>
4. </SPAN></SPAN></SPAN>المنومات: وتتمثل في الكلورال والباريبورات والسلفونال</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>وبرموميد البوتاسيوم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
· </SPAN></SPAN></SPAN>بحسب طريقة الإنتاج</SPAN></SPAN> </SPAN>
1. </SPAN></SPAN></SPAN>مخدرات تنتج من نباتات طبيعية مباشرة: مثل الحشيش والقات</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>والأفيون ونبات القنب</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
2. </SPAN></SPAN></SPAN>مخدرات مصنعة وتستخرج من المخدر الطبيعي بعد أن تتعرض</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>لعمليات كيمياوية تحولها إلى صورة أخرى: مثل المورفين والهيروين والكوكايين</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
3. </SPAN></SPAN></SPAN>مخدرات مركبة وتصنع من عناصر كيماوية ومركبات أخرى ولها</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>التأثير نفسه: مثل بقية المواد المخدرة المسكنة والمنومة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>والمهلوسة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
· </SPAN></SPAN></SPAN>بحسب الاعتماد (الإدمان) النفسي</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>والعضوي</SPAN> </SPAN>
1. </SPAN></SPAN></SPAN>المواد التي تسبب اعتمادا نفسيا وعضويا: مثل الأفيون</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>ومشتقاته كالمورفين والكوكايين والهيروين</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
2. </SPAN></SPAN></SPAN>المواد التي تسبب اعتمادا نفسيا فقط: مثل الحشيش والقات</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>وعقاقير الهلوسة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN></SPAN>
· </SPAN></SPAN></SPAN>بحسب اللون</SPAN></SPAN> </SPAN>
1. </SPAN></SPAN></SPAN>المخدرات البيضاء: مثل الكوكايين و الهيروين</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN></SPAN>
2. </SPAN></SPAN></SPAN>المخدرات السوداء: مثل الأفيون ومشتقاته و</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>الحشيش</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
· </SPAN></SPAN></SPAN>تصنيف منظمة الصحة</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>العالمية</SPAN> </SPAN>
1. </SPAN></SPAN></SPAN>مجموعة العقاقير المنبهة: مثل الكافيين و النيكوتين و</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>الكوكايين، و الأمفيتامينات مثل البنزدرين وركسي ومئثدرين</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>. </SPAN></SPAN>
2. </SPAN></SPAN></SPAN>مجموعة العقاقير المهدئة: وتشمل المخدرات مثل المورفين و</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>الهيروين و الأفيون، ومجموعة الباربيتيورات وبعض المركبات الصناعية مثل الميثاون</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>وتضم هذه المجموعة كذلك الكحول</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
3. </SPAN></SPAN></SPAN>مجموعة العقاقير المثيرة للأخاييل (المغيبات) ويأتي على</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>رأسها القنب الهندي الذي يستخرج منه الحشيش، والماريغوانا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>.</SPAN> </SPAN>
· </SPAN></SPAN></SPAN>بحسب التركيب</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>الكيميائي</SPAN> </SPAN>
وهناك تصنيف آخر تتبعه منظمة الصحة العالمية يعتمد على</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>التركيب الكيميائي للعقار وليس على تأثيره، ويضم هذا التصنيف ثماني مجموعات</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>هي</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>:</SPAN> </SPAN>
1. </SPAN></SPAN></SPAN>الأفيونات</SPAN></SPAN> </SPAN>
2. </SPAN></SPAN></SPAN>الحشيش</SPAN></SPAN> </SPAN>
3. </SPAN></SPAN></SPAN>الكوكا</SPAN></SPAN> </SPAN>
4. </SPAN></SPAN></SPAN>المثيرات للأخاييل</SPAN></SPAN> </SPAN>
5. </SPAN></SPAN></SPAN>الأمفيتامينات</SPAN></SPAN> </SPAN>
6. </SPAN></SPAN></SPAN>الباربتيورات</SPAN></SPAN> </SPAN>
7. </SPAN></SPAN></SPAN>القات</SPAN></SPAN> </SPAN>
8. </SPAN></SPAN></SPAN>الفولانيل</SPAN></SPAN> </SPAN>
تسبب الخمور و المسكرات و المخدرات و العقاقير المخدرة مخاطر و مشكلات عديدة في كافة أنحاء العالم , و تكلف البشرية فاقداً يفوق ما تفقده أثناء الحروب المدمرة . حيث تسبب المشكلات الجسمية و النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و التي تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية و الدولية لمعالجتها . </SPAN></SPAN>
فالإدمان لم يعد مشكلة محلية تعاني منها بعض الدول الكبرى أو الصغرى أو بلدان محلية أو إقليمية , بل أصبح مشكلة دولية , تتكاتف الهيئات الدولية والإقليمية , لإيجاد الحلول الجذرية لاستئصالها , وترصد لذلك الكفاءات العلمية و الطبية و الاجتماعية , لمحاولة علاج ما يترتب عنها من أخطار إقليمية ودولية , و تنفق الأموال الطائلة لتضيق الحد من تفشيها و انتشارها . </SPAN></SPAN>
و الخمور و المسكرات معروفة منذ ما قبل التاريخ , كما كانت منتشرة في الجاهلية , فكان من بين تلك النباتات التي أستخدمها الإنسان نبات القنب الذي يستخرج منه الحشيش و الماريجوانا , و نبات الخشخاش الذي ينتج الأفيون و الذي يتم تصنيع المورفين و الهيروين و الكودائين منه حالياً , و بعض أنواع الصبار , ونبات الكوكا الذي يصنع منه الكوكائين في العصور الحديثة , و نباتات ست الحسن و الداتورة وجوزة الطيب و عش الغراب. </SPAN>
</SPAN>فلما جاء الإسلام حرم تعاطيها و الاتجار بها , و أقام الحدود على ساقيها وشاربها و المتجر بها , و قد أكد العلم أضرارها الجسمية و النفسية و العقلية والاقتصادية , و مازال انتشارها , يشكل مشكلة خطيرة تهدد العالم كله . </SPAN>
فبمرور الزمن تعرف الإنسان في عصرنا الحالي على النتائج الخطيرة التي تنجم عن استخدام تلك المخدرات و العقاقير و المركبات و المشروبات الكحولية , بعد أن أصبح الإدمان أحد مظاهر الحياة المعاصرة . وتبين أن استخدام العديد من هذه المواد يؤدي إلى ما يسمى بالاعتماد البدني و الاعتماد النفسي . </SPAN>
و يشير الاعتماد البدني إلى حالة من اعتماد فسيولوجي للجسم على الاستمرار في تعاطي المواد التي أعتاد المرء على تعاطيها . و إن التوقف عن التعاطي يؤدي إلى حدوث أعراض بدنية مرضية خطيرة يمكن أن تنتهي في ظروف معينة إلى الوفاة , الأمر الذي يجعل المرء يعود مقهوراً إلى استخدام تلك المواد لإيقاف ظهور هذه الأعراض البدنية الخطيرة . </SPAN>
</SPAN>وبعد أن كان المرء يتعاطى العقاقير أو المركبات أو المخدرات أو الكحوليات بهدف الدخول في حالة من اللذة و البهجة , يصبح تعاطي هذه المواد هادفاً لإيقاف الأعراض البدنية المزعجة التي يثيرها التوقف عن التعاطي . و هكذا يصبح المرء أسيراً و عبداً للمادة التي أعتاد على تعاطيها و لا يستطيع الفرار منها إلا إذا اتخذت أساليب علاجية معينة لفترة طويلة. </SPAN>
و عادة ما يتطور الموقف لأبعد من هذا , حيث يعمد المتعاطي إلى استخدام مواد أخرى جديدة بالإضافة إلى المواد التي أدمن عليها بهدف نشدان المتعة و المشاعر الأولى التي كان يسـتمتع بها من قبل. إلا أنه بعد فترة وجيزة يعجز عن تحقيـق ذلك , و يصبـح التعاطي هدفـاً فقط إلى إيقـاف الأعراض المؤلمـة </SPAN>- المميتة في بعض الأحيان – التي يعاني منها المرء بمجرد توقفه عن استخدام تلك المواد . </SPAN>
و أما فيما يتعلق بالاعتماد النفسي , فان ذلك يشير إلى نشوء رغبة قهرية نفسية شديدة من نشدان الحصول على المادة التي أدمن عليها المرء لتعاطيها. </SPAN>
و تدور حياة المرء في حلقة مفرغة , إذ أنه ما أن يتعاطى الجرعة التي أدمن عليها حتى يبدأ في البحث عن مصادر يستمد منها الجرعات التالية , الأمر الذي ينتهي به إلى التدهور اجتماعيا و اقتصاديا و مهنياً و إهمال شئون نفسه و أسرته . </SPAN>
</SPAN>لذا يجب علينا أن لا نقف موقف المتفرج , بل علينا أن نشارك بكل ثقلنا و بكل ما أوتينا من قوة و إمكانات مادية أو معنوية . فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته , فعلى الآباء و المربون و أولو الأمر ملاحظة أبنائهم و احتضانهم و احتوائهم . و في الوقت نفسه يكونوا القدوة و المثل لهم , و العين مفتوحة عليهم وعلى أصدقائهم و الأماكن التي يرتادونها هؤلاء الأبناء . </SPAN>
و علينا أن نحمى أبنائنا و مستقبلنا الحضاري من هذا الخطر . بل أخطر المعارك التي تهدد المسلمين بالتخلف و التمزق و ضياع الأمل في التنمية . إنها مؤامرة تستهدف و تستدرج المسلمين إلى حروب مهلكة تستهلك طاقاتهم كلها . مؤامرة لإغراق المسلمين في دوامة المخدرات . </SPAN>
فبتضافر الجهود و بمزيد من الإيمان بالله سيتم القضاء على مشكلة المخدرات</SPAN> . </SPAN></SPAN>منقول للإستفاذة والعظة